شخصيات عتيلية
شخصية اليوم هو الأستاذ والمربي الفاضل : عبد الله أسعد عبد الله الديلواني رحمه الله ، من مواليد بلدة عتيل سنة 1942م قضاء طولكرم ، تعلم في مدرستها الأساسية ثم أكمل دراسته في مدرسة الفاضلية الثانوية بطولكرم وحصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1960م ، وحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية سنة 1975م ، وعمل بعد ذلك معلماً لمادة اللغة العربية في مدارس بلدة عتيل لمدة عامين ، ومن ثم إنتقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية وعمل معلماً لمادة اللغة العربية لما يقارب ستة عشر عاماً منها خمسة أعوام معاراً للتعليم في سلطنة عُمان ، ثم عاد إلى الأردن ليعمل مساعداً لمدير مدرسة الشريف حسين بن ناصر الثانوية ، ثم عمل مديراً لمدرسة العروبة الثانوية لمدة ست سنوات ، ثم مديراً لمدرسة الجامعة الثانوية الأولى لمدة عامين ، وأخيراً مديراً لمدارس النخبة الثانوية لمدة سبع سنوات ، ثم تفرغ للبحث والكتابة والتأليف ، حيث يعد كتاب الوافي في النحو والصرف باكورة عمله الأدبي ، كان له رحمه الله باعاً طويلاً في تأسيس جمعية عتيل في الأردن ، حيث كان خير سند وعون للعامة وأهالي بلدته عتيل خاصة التي لم تفارق مخيلته طوال حياته فكانت أمنيته أن يستنشق هوائها العطوف ويغسل ناظريه من وجوه أهلها الطيبين ، إلى أن توفاه الله في الأردن بتاريخ 2019/07/09.
إلِيُّكَ أَوْمَأ قَلَمِيَّ شِرَاع وَجِهَته، يَا مَن زَرَعت فِينَا أصول الْكَلَام لِنَتَزَيَّن بِفُرُوعه ، إلى مًنْ أفاح الحياة عِطْراً بِمَشُورَته ؛ وَوَقْر عَرِينهَا بِبَدِيع الإفادة ، إلى َمن كان وفياً لرسالة العلم الخالدة ، إلى من زين اللغة العربية بِكِتَاب حَصِيف يَنْفَطِر قِبَلَة لِلدَّارِسِينَ ، وَيَلوحُ أريجه مَا بَيْنَ السَّمَاء والأرض مُعَطِراً أفواه الشعراء والأدباء بضوابط الكلام ، فَمَا اعْسَر مِنْ الرِّثَاء يَفْوَق الرِّجَال رِزَانَة ، وَمَا اِعْوَز مِنْ الْقَوْل حينما تَرِثِي اللُّغَة الْعَرَبِيَّة ذاتها ، فعزائنا بك يفوق مُصاب الأحرف والكَلمات التي تصبو لِصحيح قَولك ، إليك اليوم أكتب يَا مِنْ أبحرت فِي قَوَاعِد اللُّغَة فَرَمَقَت الْاِلْتِبَاس ، وامعنت فِي التَّعْبِير فَنَمَّقَت مَسقط رأسك عَتِيل بِأَيْقُونَة بَهِيَّة فَأبنتها كَالْبَحْرِ مِدَاد لكلماتك، وَكالنَّجْم ارشاد تُساند صَهوة مؤلفاتك، فَمِنْ مُدَارِسهَا اِسْتَقَيْت، وَفِي أحيائها نَشَأَت ، وَمِنْ طِيب أهلها قَصَصْت عَلَيْنَا وَسِيم الْجُود والأصالة ، هَذَا رشيق اللَّفْظ ؛ لَا يُنَيِّف لَكَ الْمَقَام رَوعه ، ولا يثيبك على ما أحسنت صنعه ، إليك أكتب يا من قصدت وجه الله ؛ وما بَغيت يوماً مَرداً ولا سُمعه ، فيا رب طَيب ثراه بِخير مُضطجعٍ، واجعل ما قُدرَ له طِيبة ورِفعه ، فلا قول لنا سوى ما يُرضى الله تَعالى سُبحانه ، نَم قَرير العَين يا أبا رامي ، فقد أديت ما أوكل إليك بِكل إخلاصٍ وأمانه ، أضاء الله في الفردوس وجهكَ كما أضئت دُنيانا.
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.