المدونة
المرحوم عطية عبدالوهاب الخطيب .. ذكرى عطرة
نشرت في: 08 Oct 2020 من قبل تعليقات (2)

كتب الأستاذ عواد بيادسة: في هذه اللحظات تذكرت رجلاً عتيلياً أصيلاً كان أول من التقيته أثناء سفري للدراسة في جامعة اليرموك في الأردن عام 1989وبقيت أزوره أيام الجمعة العم : ( عطية عبد الوهاب الخطيب أبا نشأت ) رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
كان الظن أن الرجال أصحاب الهمم العالية لا يرحلون هكذا بسهولة. فبغياب الرجل الصالح البار أبيض اليدين الذي لم يرد سائلاً ولم يعرض عن تقديم يد العون ولم يتوان عن دروب الخير يوماً من الأيام ، فازددنا إيماناً وتصديقاً وتذكرنا قول الباري عز وجل {إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون}.
لقد تركت برحيلك أيها العم الفاضل ذكرى غالية لكل من عرفك أو سمع عن مناقبك واستحققت الثناء من الجميع دون استثناء ، فقد كنت من الرجال المؤمنين الفاضلين الساعين لأعمال الخير، وكنت تسعى دون كلل لمساعدة من يستحق المساعدة ومن يطلبها منك دون تردد. انك رحمك الله من الرجال القلائل الذين يتركون حزناً كبيراً أبدياً في قلوب مجيهم ، وقد تركت حزناً كبيراً في قلوب محبيك لفقدانك ، فأنت رجل تقي قل أن يجود الزمان بأمثالك.
رغم معرفتي ومعاصرتي لشخصك الكريم لفترة لم تطل رحمك الله، لكنني تعلمت منها الكثير. وإنني لم أعرفك إلا رجلاً متواضعاً سامي الأخلاق عابداً باراً نقياً صالحاً. وكلما رأيتك رأيت تلك الهالة البيضاء تحيط بك. تلك الهالة المتوهجة من عظيم الإيمان والتقوى والتي لا تظهر إلا حول القلائل من الرجال التقاة العباد وذوي النوايا الطيبة تجاه الجميع.
فإلى جنات الخلد أيها الحنون العطوف. فإنك وإن رحلت من دار الفناء إلى دار البقاء فإن ذكراك العطرة ستبقى راسخة في قلوبنا وانك ستجد أعمالك الخيرة في ميزان حسناتك باذن الله تعالى. إفتقدنا صوتك ، كلماتك ، شهامتك ، إنسانيتك ، كرمك وصورتك البهية الراسخة في ذاكرتنا.
نم قرير العين أيها العم الحنون البار لكل من عرفك وتشرف بصحبتك أو عاصرك يوماً من الأيام.
نم قرير العين وباسط اليدين فأعمالك خير دليل على كرمك وشهامتك وعطفك وتقواك.
نم قرير العين يا صاحب المواقف النبيلة فخصالك الكريمة لا يمكن أن تعد أو تحصى ولا يمكن ان يكتبها قلم، فقد كنت قيمةً عظيمةً أضاءت حياتنا بالوفاء أيام العتمة الشديدة. وسوف تظل تعكس ضياءها طول العمر.
نم قرير العين أيها العم «أبو نشأت» فلقد تركت أبناء لك ممن نهل من سمو تربيتك واستمد من كرم أخلاقك الكثير ، وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلف وراءه أنجالاً كراماً نهلوا حسن التربية وتزينوا بعظيم الأخلاق من مدرسته وهم لن يتوانوا عن إكمال مسيرتك والتحلي بخصالك.
أيها الرجل الباقي في قلوبنا وفي ذاكرتنا.
يا راحلاً عن هذه الدنيا وتاركاً ذكراك باقية وأنت مخلدُ. قد لا نراك ولا ترانا إنما في القلب رسمك لم يزل يتجدّدُ.
رحمكَ الله رحمةً واسعةً واسكنك فسيح جناته.

التعليقات (2)
  • مروان بوريال Reply

    الله يرحمه و يسكنه الجنةِ.

    08/10/2020 at 21:35
  • رحم الله رجلا هو شجرة أصلها ثابت وفروعها بالسماءلقد رأيت من الخلف طِيب الحديث وصدقه وبشاشة السمت والندى ومحاسن الأخلاق فكانوا خير خلف لخير سلف فرحم الله الشيخ عطية الخطيب ورزقه جنة الفردوسومجاورة الأنبياء والصديقين .

    09/10/2020 at 14:52
إضافة تعليق
حول موقع عتيل كوم
موقع عتيل كوم هو موقع خدماتي لا يتبع لأي هيئة او مؤسسة رسمية كانت او أهلية، هدفنا هو ربط أهالي عتيل في الداخل والخارج من خلال ايجاد حلقة وصل تجمعهم.
أرشيف موقعنا
عنوانك الأول لبلدتك
© 2024 جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير مصعب ابوالهيجا