العالم كله يعرف ما حدث ولا يخفى على التاريخ ولا على المؤرخ ما حصل من أحداث وما حل بالشعب الفلسطيني الذي كان اَمناً في أرضه من تهجير وهدم للمنازل والمعالم وطرد لأكثر من مليون من ساكني الأرض الى الشتات في أنحاء الوطن العربي والعالم فضلاً عن المجازر والفظائع والنهب والسلب وهدم المدن واخفاء معالمها وتبديل اسمائها وغير ذلك من ممارسات قبحت وجه القرن العشرين وألهبت ضمائر العالم وسودت وجه الانسانية كلها كما لم تسوده أحداث من قبل ..
هي ذكرى النكبة بكل معانيها نستحضرها اليوم وما زال فينا من يحييها على طريقته في كل مكان على هذه الأرض الطاهرة في القدس وفي نابلس ورام الله وعلى كل بقعة ما زالت تستسقي دماء الشهداء في كل مكان .. هي ذكرى كل شهيد روى بدمه الزكي تراب الأرض وكل جريح يحمل جرحه وساماً للعزة وكل أسير يقطع سلاسل الرق باسنانه وكل مناضل حر شريف ما زالت يده قابضةً وأصبعه على الزناد وكل أم شيعت شهيدها بالزغاريد وكل أب رفض العزاء بفلذة كبده احتساباً عند ربه وكل قلم صادق ما زال يكتب للثورة والصمود ولكل طفل ما زال ينتظر بحرقة دوره في المسير ..
في هذه الذكرى المؤلمة .. نقول لأنفسنا أولاً ولعدونا ثانياً .. نحن هنا كما نحن على الموعد وان طال وسنبقى كما نحن الشوكة في حلوقكم حتى الغصة والموت .. وللعرب نقول .. مصيرنا واحد وان تأخرتم ومقدساتنا مقدساتكم وان تقاعستم وأملنا لا ينطفيء بكم مهما ضاقت بنا وبكم الحيل .. وللعالم المتنفع نقول .. ما زلنا هنا وسنظل هنا ننتظركم ونستضيفكم على أرضنا فنحن أصحابها ..
حفظ الله شعبنا وحمى الله أرضنا وجعلنا من عباده المقيمين على حقه الذائدين عن حماه حمانا انه ولينا ونصيرنا وهو نعم المولي ونعم النصير..
تحياتي أخي إحسان وسلمت يمينك على كلماتك المؤثرة والمعبرة عما يجول بخلجات قلوبنا جميعا، الفرج آت بعون الله، مشتاق لك أخي العزيز وصديقي الحبيب وابن صفي.
17/05/2013 at 00:18