المدونة
بالصور | امسية ثقافية لعرض ومناقشة رواية “ربع جرام”
نشرت في: 04 May 2013 من قبل لا يوجد تعليقات

عقدت جمعية مركز عتيل للثقافة الوطنية والتراث مساء اليوم الجمعة امسية ثقافية تم خلالها عرض ومناقشة رواية الكاتب عصام يوسف “ربع جرام” ، بحضور عدد من المثقفين، وقد قدم المهندس تيسير عبد الحليم للرواية بداية بتعريفه للمؤلف وحيثيات كتابة الرواية ، وفيما يلي ملخص لاهم احداث الرواية : اسم الرواية ربع جرام رواية مصرية حقيقية، للكاتب عصام يوسف تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الأصدقاء بدأوا بتعاطي المخدرات في سن صغيرة ولكن تحول بهم الأمر إلى حد الإدمان وتنتهي حياة كل منهم إما بالموت أو بمحاولات للعلاج ثم الإنتكاسه مره أخرى إلا بطل الرواية (صلاح) الذي يدخل المستشفي للعلاج ويتعافي بالفعل بعد معاناة شديده مع الإدمان وإلحاق الضرر النفسي والمادى بكل من حوله. تقع الرواية في 635 صفحة من القطع المتوسط، وهي كما رواها بطل القصة صلاح للمؤلف حيث تقترب الرواية من حياة المدمنين خاصة وهم تحت تأثير المخدر وما يدفعهم رغبتهم الشديدة قي تعاطي جرعاتهم المعتادة إلى سرقة ونصب وبيع ممتلكاتهم وممتلكات عائلاتهم ومحيطهم للحصول على ما يريدونه من مخدرات. رواية تحمل من البعد الانساني الكثير والكثير..رواية تستطيع أن تصل الى قلبك ومشاعرك.. أن تلمس الهم الانساني الذي بداخلك. لغة الرواية بسيطة.. بعيدة عن أي تعقيدات.. اعتبرها رواية تسجيلية لقصة او تجربة واقعية بحذافيرها ولا ابالغ اذا قلت بادق حذافيرها.. حتى اللغة المستخدمة بين مجموعة الاصدقاء المدمنين نجح الكاتب ان ينقلها لنا كما هي دون أي تعديلات او اضافات. كما توضح أهمية دور برنامج المدمنين المجهولين وخطواتها الإثنا عشرة. عصام يوسف من مواليد القاهرة خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، يعمل مدير عام شركة مونتانا ستوديوز للانتاج السينمائي، وهو كاتب رواية وسيناريو فيلم (¼ جرام) له قصص قصيرة لم تطبع وكانت هذه الرواية اول عمل له يتم نشره. الشخصيات الأساسية أحمد : ميدو حسين : زوني رامي : ريكو بهاء : بونو علاء : لول صلاح : صاصو الرواية يبدأ الكاتب بالتعريف على شخصيات الرواية وظروفهم الاجتماعية مستهلا التعريف ببطل القصة صلاح الذي اتى الى الحياة في فترة يطلق عليها الزمن الجميل.. فهو من عائلة معروف انها عائلة عريقة مثقفة متحضرة مستواها المادي مرتفع الى حد ما.. الاب مهندس وانتخب اكثر من مرة عضوا في مجلس الشعب والام استاذة بالجامعة دكتوراه في التاريخ. الاخ الاكبر كريم، واخته التوأم رولا.. صلاح ذو شخصية ميالة إلى الانفلات والخروج على القواعد منذ صغره فقد كان يسرق من دخان والده وهو في عمر السابعة، واعتاد ان يشرب البيرة والويسكي في البيت في تلك السن ايضا حيث كانت متوفرة في البيت لوالده وضيوفه. بدأ مشوار صلاح مع الادمان بشرب سيجارة حشيش.. عرف أماكن بيع الحشيش وكانت في تلك الايام الباطنية أهم منطقة..أما شلة صلاح وهو في سن الرابعة عشرة في المدرسة فكانت أحمد، حسين، رامي، بهاء، علاء.. هم من سكان الزمالك والمهندسين (احياء راقية في القاهرة) شخصياتهم متنوعة ومن خلفيات اجتماعية مختلفة.. يشتركون في حبهم للكورة.. ومنهم من يعشق التاريخ ومنهم من يعشق فريد الاطرش واسمهان ومنهم من يصلي صلاة الجمعة في المسجد.. اما ما يجمعهم الى جانب شرب الحشيش هو التزويغ من المدرسة.. كان برنامجهم اليومي يبدأ الساعة الرابعة بعد الظهر.. تناول طعام الغذاء وتبدأ الدروس حتى الثامنة او التاسعة مساء وبعدها يبدأ لف السجائر.. بداية الانحدار أما بداية تعاطي الهيروين فكانت في ليلة رأس السنة عندما دخل عليهم بهاء وقال: “اسمعوا يا رجالة رأس السنة دي مش خمرة ولا حشيش.. مفاجأة.. الجديد البريمو.. سحر يا اكسلانس.. انا معايا هيروين بودرة ربع جرام.. فرد صلاح: ويعني هيعمل ايه الربع جرام دا؟ بهاء: دلوقت تشوفوا الربع جرام دا هيعمل ايه.. البودرة هتخليكم ملوك!! يسهب الكاتب في التفاصيل والاحداث التي تقع والجو الذي يسود عند تناول المخدرات والشعور الذي يتركه الحشيش والمخدرات بشكل عام من نشوة عند المتعاطي وأن كل شيء مضحك وعدم المقدرة على احداث اي ردة فعل رغم الوعي بالاحداث التي تدور. احداث كثيرة بتفصيلاتها يسردها الكاتب، قد يراها البعض مملة ولكنني لم أرها كذلك. في الرواية يصف الكاتب الحالات النفسية التي يعيشها المدمن وكذلك الحالة التي يعيشها الاهل والاصدقاء، ومدى التأثير السلبي للإدمان على الجميع ومدى الأذى النفسي والمادي الذي يسببه المدمن لمحيطه، بدءأ من المدمن وانتهاءا بالاصدقاء غير المدمنين، فالاصدقاء المدمنون (الشلة) حالهم نفس الشيء. كذلك يصف الكاتب السلوكيات السلبية للمدمن (الكذب، الخداع، السرقة، بيع أي شيء تطوله يدهم) وما يمكن أن يقوم به من أجل الحصول على ثمن المخدرات فكل شخصيات الرواية سرقوا مجوهرات من منازلهم وباعوا سياراتهم وأثاث بيوتهم وحتى ملابس. تتوالى التفاصيل الحياتية لصلاح واصحابه ويركز الكاتب في التفاصيل التي تدور حول المخدرات سواء تعاطيها او تحضيرها او التخطيط لاحضارها وايجاد الطريقة لتوفير الثمن. يكون الادمان اشبه بالانزلاق في مستنقع من الوحل، يصعب الخروج منه. أثناء قراءة الرواية تتحد مشاعرك مع المواقف والأحداث، فتبتسم وتضحك عاليا وتحزن وقد تبكي او تكتئب احيانا اخرى. تتعاطف مع صلاح وتحقد عليه احيانا اخرى، ولا أبالغ حين أقول أن مشاعر وشعور المدمن قد تنتقل إليك أثناء القراءة، ففي البداية تكون مبتهجا ومن ثم تبدأ المعاناة والحزن تماما كحال صلاح الذي يريد أن يقلع عن إدمانه ولا يستطيع. يصور الكاتب الحالة النفسية للاهل والبيت وما يسوده من حزن وبؤس وكذلك طريقة تعامل الاهل مع المدمن، الذين قد يكون عندهم جهل بوصف حالة المدمن واعتباره مريضا وكيف يكون التعامل معه بانه سيء الخلق، حيث يبدأ الحصار سواء بالحبس او التقنين في المصروف او الطرد من المنزل، مما يجعل المدمن يخترع طرقا ليفلت من الحصار. وفي هذه الرواية، حيث أن جميع الأهل ميسورين الحال، ليس عندهم مشكلة في إرسال المدمن إلى المستشفى للعلاج والتعافي. فبعد عدة محاولات ووعود كاذبة للنفس والاهل بالاقلاع، والانغراس عميقا في وحل ومستنقع الادمان، كانت الظروف او البيئة تجر وتساعد المدمن إلى العودة إلى الإدمان وفي أغلب الأحيان هو يخترع ويبتكر الطرق ليهيئ هذه الظروف، على الرغم من وجود الرغبة بالاقلاع، ولكن هذه الرغبة والنية لم تكونا صادقتين أو كافيتين للإقلاع. يصور ردة الفعل والحالة النفسية للمدمن عند سماعه خبر وفاة أحد معارفه او اصدقائه بجرعة زائدة، فقد اختلفت ردة الفعل عن صلاح عندما مات احد اصدقائه (عاطف) بجرعة زائدة وكيف كان الحزن والعبرة لدقائق معدودة ثم اكملوا الحوار بالتعاطي، وبين ردة فعله وهو في المستشفى وقد بدأ رحلة الاقلاع فحينها حمد الله لانه كان بالامكان ان يكون هو، وقد حزن حزنا شديدا على صديقه وصديقته (رامي ونانسي) إذ كانت الفرصة امامهم متاحة ليقعلوا عن التعاطي. رحلة العلاج والتعافي بعد أن طرد من البيت وغاب عنه عدة أيام ولم يكن معه ثمن المخدرات، عاد إلى البيت ليغير ملابسه ويأذ ما يلزمه ليخرج مرة مرة أخرى، وقد كان يعاني من اعراض الانسحاب والحاجة الماسة للمخدرات، فكان الاقتراح بالذهاب للمستشفى للعلاج الذي كان مرفوضا من صلاح حيث أن الكثير من اصدقائه دخل المستشفى وعاد إلى ادمانه بعد الخروج مباشرة. تم دخول المستشفى، بداية إلى العزل، وبعدها إلى قسم الأدمان حيث التقى ببعض الاصدقاء، وقد تم تعاطي المخدرات في المستشفى بعد أن هربها أحد اصدقائه الذي كان يحضر بعض الاجتماعات خارج المستشفى من أجل التعافي، حيث قرر صلاح أن يحضر هذه الاجتماعات لكي يستطيع تهريب واحضار المخدرات. حضر الاجتماع الاول ولم يفهم شيئا مما يقال حيث أن تركيزه منصبا على حضور احد اصدقائه ليعطيه المخدرات وفي احد الاجتماعات تم اخذ المخدرات من احد اصدقائه وتهريبها إلى المستشفى وتم تعاطيها ولكنه لم يستمتع بها، وظل مواظبا على الاجتماعات هذه وكذلك الاجتماعات التي تحدث في داخل المستشفى. كانت ردة فعله في الاجتماعات الاولى بان هؤلاء الناس ما هم الا ممثلين، او حتى لو كانوا مدمنين فهم لم يصلوا مرحلته، وكان يتعامل مع الموضوع باستخفاف، ورويدا رويدا تتسرب القناعة بالفكرة وتولدت لديه الرغبة والعزيمة الصادقة وتكلم في الاجتماع عن نفسه بعد تردد كبير، فشعر بالارتياح نوعا ما، والتزم بالحضور وقام أحد المشاركين بتعيين نفسه مشرفا له، فتقبل صلاح الفكرة وبدأ باعطائه برنامج المدمنين المجهولين والتقاليد لزمالة المدمنين المجهولين. وقد سار على البرنامج بخطواته الاثنتي عشرة، فنجح وأقلع عن إدمانه. بعد فترة وجيزة بدأ البطل بالمطالبة والالحاح للخروج من المستشفى، ولكن كان هناك تردد واضح من قبل المستشفى والمشرفين في مجموعة المدمنين، وأمام إلحاحه تم الاستجابة لطلبه، وكان يذهب يوميا ليقضي النهار في المستشفى ويحضر الاجتماعات ليلا، وكون صحبة وأصدقاء جدد عرف معهم طعم الحياة بوعي. وقد كان مشرفا لكثير من الحالات، فنجح البعض بالاقلاع واخفق البعض الاخر. هو يعمل حاليا مديرا لاحد الفنادق، وما زال مواظبا على الاجتماعات. البرنامج يعتمد على المدمن نفسه وعلى مدى الرغبة والنية الصادقة عنده في الاقلاع والتعافي، فهم يحملون رسالة الى المدمن لا يحملون المدمن نفسه. قد يرى البعض في برنامج المدمنين المجهولين ضربا من خيال، ولكن ان تعمقنا في فهم وتحليل تقاليد وخطوات البرنامج نجد أن الامر ممكن وهو كما يصفوه، برنامج سهل ممتنع لأناس أكثر تعقيدا. إذ لا يدرك المدمن إدمانه ومرضه، ويعتقد أنه قادر على التوقف باي وقت ولكنه لا يريد، ويعتقد انه مختلف عن الاخرين الذين يراهم مدمنين. قد يعترف البعض بالادمان ان حالفه الحظ. قد يتخيل البعض لو قرأ هذا الكتاب شاب يبحث عن الانحراف لكان هذا الكتاب خير وسيلة لتعليمه ما يريد حيث ان الكاتب كان يعطى التفصيلات المفصله عن كل حدث حتى عن كيفية الشرب واللف والاختفاء الى آخره لكن مع نهاية الكتاب ندرك الرساله التى أرادها الكاتب أن تصل لنا والرساله الأهم التى تضمنتها الكلمات فيما بينها أن المدمن يكون على اعتقاد تام بانه ليس مدمنا وانه يستطيع التوقف متى شاء ووقتما يريد مادام لا يقرب الهروين دون ان يدرك ان ما هو فيه بداية نهايتها ان يدمن ما هو أكثر من الهروين وها نحن رأينا كيف أن بطل القصه دخل الى دائرة الهروين وكان يظن نفسه لن يقربه وان فعلها فسوف يتركه أيضا بإرادته ولكن هيهات. أيضا هناك رساله وهى ان الانسان المدمن قد ينوى فى كثير من المرات ان يتوقف ويأخذ فعلا القرار ولكن للأسف دائرة الادمان لا تحتاج الى قرار فقط بل تحتاج لما هو اكثر من هذا عزيمه واراده وتصميم ومتابعه ومسانده من الجميع والكثير من الاشياء التى ان لم توجد سيعود المدمن سريعا الى ما كان عليه وهذا ما حدث لبطلنا مرات عديدة. ورسالة أخرى وهي التعامل مع المدمن أنه مريض، حتى في القوانين والتشريعات، لا بد أن يكون الحكم الأول على المدمن هو العلاج والتعافي وأن يأخذ فرصته، فإن لم يقلع يحكم عليه بالجرم. وفي الختام يقول جملة (أن اسوأ يوم تبطيل .. أحسن مليون مرة من أحلى يوم ضرب). وفي نهاية العرض تم فتح باب النقاش حيث تم مناقشة اثار الغنى والفقر على الانحراف والاليات التي تحد من هذا الانحراف ، بالاضافة الى اليات التسامح المجتمعي والتي تبث روح التسامح في ثنايا المجتمع.

إضافة تعليق
حول موقع عتيل كوم
موقع عتيل كوم هو موقع خدماتي لا يتبع لأي هيئة او مؤسسة رسمية كانت او أهلية، هدفنا هو ربط أهالي عتيل في الداخل والخارج من خلال ايجاد حلقة وصل تجمعهم.
أرشيف موقعنا
عنوانك الأول لبلدتك
© 2024 جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير مصعب ابوالهيجا