المدونة
تحقيق إخبارى: رجل فلسطيني يجمع الأدوات القديمة للحفاظ على التراث من الاندثار
نشرت في: 17 Nov 2012 من قبل لا يوجد تعليقات

 

خاص موقع عتيل كوم | وكالة شينخوا الاخبارية – يهوى الخمسيني إبراهيم العجمي من بلدة عتيل شمال شرق مدينة طولكرم في الضفة الغربية جمع الأدوات القديمة بكافة أنواعها وأشكالها والاحتفاظ بها خوفا على التراث الفلسطيني من الاندثار.

واعتاد العجمي على جمع أدوات من التراث الفلسطيني القديم منذ أكثر من 15 عاما، ويحتفظ بها في متحف شعبي صغير في الطابق السفلي من منزله ليكون حلقة وصل بين جيلي الماضي والحاضر.

ويحتوي متحف العجمي الشعبي على أدوات من الأواني الفخارية القديمة، والزراعية والمنزلية التي كانت تستخدم في إنتاج الخبز وغيره من الأطعمة.

كما يضم المتحف أطباقا صنعت من القش، وأثوابا شعبية مطرزة، وحلي وأدوات زينة وأدوات نحاسية ومعدنية مختلفة، إضافة على بعض العملات النقدية القديمة، وغيرها من الأدوات التي كانت تستخدم قديما في القرى والبلدات الفلسطينية.

يقول العجمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يتنقل بين محتويات المتحف مفتخرا بما جمعه عبر السنوات الماضية “كنت أجمع ما كان يستخدمه الناس في الماضي من أدوات المطبخ والزراعة والحرث وما كانوا يرتدونه من ثياب، وأضعه في بيتي للحفاظ عليه”.

ويضيف العجمي وهو يمسك بطبق كبير من القش اشتراه من أبناء سيدة طاعنه في السن “ما جمعته عرضته هنا في هذا المتحف الشعبي الصغير ليكون أمام جميع الناس حتى يتعرفوا على التراث الفلسطيني، وليكون حلقة وصل بين الماضي والحاضر”.

يذكر أن الهدف من جمع الأدوات التراثية هو وضع هذه المقتنيات في متناول الناس وإثراء معرفتهم بالتراث القديم.

يقول العجمي وهو واقف أمام زاوية خصصها لوضع كل ما هو قديم من أدوات الزراعة “كنت استغل الفرص التي كانت تتاح لشراء أي شيء من التراث، سواء من داخل أو خارج البلدة (..) وبأي ثمن يطلبونه وذلك حبا في اقتنائه”.

ويشير إلى أن عمله في مجال الحدادة قربه من الفئات الكبيرة بالسن والتي تحتفظ ببعض التراث، ما سمح له بالتعرف على المزيد.

ويطمح العجمي مستقبلا بتطوير متحفه الشعبي وتوسيعه وزيادة عدد محتوياته وتنوعها، ويقول بينما كان يرتب زاوية وضع فيها عددا من الأواني النحاسية القديمة مختلفة الأحجام “أرغب بوضع أمام كل قطعة تراثية تاريخها القديم وكيف كانت تستعمل وما حل مكانها اليوم، ليتمكن الزائر من الحصول على كل المعلومات التاريخية لكل قطعة”.

ويمسح العجمي بكلتا يديه حجر الرحى أو ما يطلق عليه الفلسطينيون الطاحونة، مشيرا إلى أن هذه الأداة المكونة من قطعتين دائريتين من الحجر البازلتي وتدار باليد كانت تستخدم لرحي القمح، معتبرا أن “كل قطعة تراث موجودة هنا تروي قصة وماضي”.

ويشير إلى أن متحفه الشعبي الصغير يحظى بحب وزيارة العديد من أبناء البلدة الذين يبدون إعجابهم لصنيعه، وفكرته الوطنية الجميلة.

ويوجه العجمي وعائلته الدعوات للجيل الصغير وخاصة من طلبة المدارس ليرتادوا المتحف من أجل التعرف على التراث القديم الذي بدأ بالتلاشي والاندثار في عصر التطور.

ويشدد على وجوب المحافظة على التراث من خلال إنشاء المتاحف التراثية، التي “تساهم في انتشار الثقافة التراثية وتعزز الهوية الفلسطينية”.

ويوضح العجمي، أن التراث “يروي تاريخ فلسطين، ويثبت الحق بالأرض، كما انه دلالة على الأصول والجذور الفلسطينية”.

من جانبه، يقول مدير متاحف شمال الضفة الغربية في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية خالد الهمشري، ل((شينخوا))، إن المتاحف بمختلف أنواعها وأحجامها تعمل على تحقيق التنمية داخل المجتمعات التي تحافظ على أدلتها وتعير أهمية لتطلعاتها الثقافية، كما تساعد في التعريف عن الهوية.

ويضيف الهمشري إن المتاحف تعتبر حارسة تراث الأمة، كما ترعى التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، كما أنها تعتبر عنصر جذب سياحي، وتساهم في إنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

ويشير إلى أن الهدف من جمع المواد المتحفية وترميمها وعرضها ليس تكديس هذه المواد على أرفف المتاحف أو الحفاظ عليها فقط، بل أيضا وضع ما يحتويه المتحف من معارف وما يقتنيه من مجموعات في متناول الزائر وتعميم المعرفة بالتراث الثقافي.

ويتابع الهمشري أنه من خلال المتاحف يعرف الناس الحقب التاريخية التي مرت بها فلسطين، كما تتم توعية الناس بأهمية التراث والمحافظة عليه.

بدوره، يشير رئيس قسم الفعاليات في دائرة السياحة والآثار بمدينة نابلس خالد تميم، إلى أن هناك أنواعا للمتاحف، منها المتاحف الوطنية والأثرية والمتخصصة، ومتاحف المواقع والمفتوحة والافتراضية ومتاحف التاريخ الطبيعي.

ويقول تيم ل((شينخوا))، في فلسطين يوجد نوعان من المتاحف هما المتاحف الأثرية والمتاحف التراثية، مشيرا إلى أن النوع الأول تعرض فيها المواد التي يجري الكشف عنها خلال التنقيبات العلمية، أو تلك المضبوطة من قبل دائرة الآثار.

ويوضح وهو يعرض مجموعة من الصور لمواقع أثرية فلسطينية يحتفظ بها على جهاز حاسوبه في دائرة السياحة بمدينة نابلس في الضفة الغربية، إن المواد الأثرية تمثل الشواهد المادية على التاريخ الحضاري لأي بلد، كما تعتبر عنصرا مهما في تعريف الهوية الثقافية والحفاظ عليها.

ويتابع تيم، أن النوع الثاني من المتاحف الفلسطينية يهتم بوصف وعرض التراث الثقافي غير المادي وتعبيراته المختلفة، والتي تشمل العادات والطقوس والموسيقى والغناء والأزياء وأنشطة الحياة اليومية كالعمل والزراعة والحرف اليدوية.

وحسب وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، فإن أول متحف فلسطيني قد تأسس عام 1923 وهو المتحف الإسلامي في الحرم القدسي الشريف في مدينة القدس، تلاه إنشاء متحف الآثار الفلسطيني أيضا في القدس عام 1936.

وتعود فكرة جمع ما هو نادر وثمين إلى العصور القديمة كما تشير الدلالات الأثرية في بلاد الرافدين إلى مجموعات متحفية في قصور الملوك في لارسا وبابل وأور من الألف الثاني والأول قبل الميلاد، وفي الفترة اليونانية تم جمع النفائس والمخطوطات في المكتبات.

وفي العصور الوسطى لعبت المؤسسات الدينية دورا في جمع الأعمال الفنية والغربية والتي أدت إلى تكوين المجموعات المتحفية الخاصة.

كما لعبت عائلات التجار والنبلاء دورا في جمع الأعمال الفنية والآثار القديمة، وتعزز ذلك أثناء فترة الاستعمار التي شهدت عمليات نهب واسعة للتراث الثقافي للشعوب المستعمرة.

وشهد عصر النهضة كذلك ظهور المتاحف الأولى في أوروبا، ومهدت هذه البدايات لظهور المتحف كمؤسسة ثقافية بالمعنى الحديث.

تقرير سابق لموقع عتيل كوم في نفس الموضوع بالصور الحصرية طالعه من هنا:

حصــرياً | مجموعة صور مميزة لثراث وأنتيك عتّيلي وفلسطيني بإمتياز!

 

 

إضافة تعليق
حول موقع عتيل كوم
موقع عتيل كوم هو موقع خدماتي لا يتبع لأي هيئة او مؤسسة رسمية كانت او أهلية، هدفنا هو ربط أهالي عتيل في الداخل والخارج من خلال ايجاد حلقة وصل تجمعهم.
أرشيف موقعنا
عنوانك الأول لبلدتك
© 2024 جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير مصعب ابوالهيجا