اللهمّ ارحم فؤاداً رحمًة واسعة، واغفرْ له، وأكرمْ مثواه. وبارِكْ في ذرّيّته من بعده. كان رحمه الله طيّبَ القلب، ليّنَ َالعريكة. كان رحمه الله مِنْ لِداتي، بل كنتُ أجلسُ وإيّاه على مقعدٍ واحد في الصّفّ السّادس في مدرسة عتّيل. ترك الدّراسة في تلك السّنة، ولم أعُدْ ألتقي به إلّا لماماً. كان والده الرّجل الصّالح، العمّ مصطفى، رحمه الله، شديداً عليه وعلى إخوته في طفولتهم. آهٍ على تلك الأيّام الخالية. أقول لجميع أحبابي من أبناء وبنات بلدي الّتي أُحِبُّها:” ما مِنْ يومٍ يمرّ إلّا وينادي، يا ابَن آدم، أنا خلْقٌ جديد، وعلى عملِكَ شهيد، فاغتنمْ مِنّي، فإنّي لا أعودُ إلى يومِ القيامة “. افعلوا الخير. تذكّروا أنّكم لن تنالوا البِرَّ المُوصِلْ إلى الجنّة حتّى تُنَفِقوا مُمّا تُحٌِبّون، أيْ من أنفسِ وأجودِ أموالِكُمْ. ” لن” هي حرف نفي على التّأبيد، وااللهُ تعالى ذِكْرُه يقولُ ” تُنْفِقوا “، ولم يقلْ تتصدّقوا. فالنّصّ عامّ يشمل الإنفاق في الزّكاة، وفي الصّدقة، وفي الهديّة، وفي صلة الأرحام، بل في كلّ أعمال الخير.

رحمه الله وألهم أهله الصبر والسلوان

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون