المدونة
شخصيات عتيلية: السيد الفاضل .. تيسير يونس، ابو بسام البريد
نشرت في: 12 Aug 2013 من قبل لا يوجد تعليقات

 

السيد الفاضل .. تيسير يونس
أبو بسام البريد
سيرة طيبة ..
..
يتلازم مسمى المهنة مع اسم صاحبها على قدر استمراره فيها ومستوى أدائه وحسن اتقانه لها .. فتظل عالقة في نفوس الناس حتى ينسون اسم والده وكأن انتسابه للمهنة عندهم صار أولى من انتسابه لأبيه .. وهو على أي حال مدلول طيب يوحي بالتقدير والامتنان لصاحب المهنة ..

السيد تيسير البريد .. أبو بسام ..

من أوائل من استحق تسميةً بمهنة شريفة طالت خدماتها كل أهالي عتيل في بدايات انشاء البريد الذي كان المقر الوحيد لاتصال البلدة بالعالم الخارجي وتحسينه فيما بعد لاتمام بعض الاتصالات الداخلية بعد زيادة أعداد التلفونات فيما بعد بالرغم من بقائه مركزاً للاشراف على الاتصالات وتوجيهها ومحطةً وحيدةً لاستقبال كافة المراسلات من رسائل وبرقيات وطرود وغيرها .. ومما لا شك فيه أن تاريخ البريد مرتبط باسم السيد ابو بسام لتفرده من البداية في هذه المهمة الخدمية الاجتماعية المقدرة لدى كل منتفع في البلدة ..

الرسائل التي تأتي الى عتيل من بلاد الغربة تمر بين يدي ابي بسام والبرقيات تتوقف لحظات قبل أن يحملها بحذر الى اصحابها حاملاً في نفسه فرحةً ينثرها أمام الباب أو حزناً يحتبسه في قلبه متدبراً بحذر كيف ينقل خبراً حزيناً لأهله من أبناء البلدة ..
الفرح يأتي من بين يديه والحزن أحياناً .. ولا أحد في البلدة لا يعرف هذا الوجه الوسيم الطيب الذي كان يقف على الباب وقد أمال دراجته قليلاً وثبت رجله اليسرى على الأرض وطرق الباب حاملاً رسالةً أو برقيةً قصيرةً أو خبراً من مكالمة كان يتطوع في اخباره ..

كل خبر جديد أو هاتف جديد أو رسالة أو وثيقة لأهل البلدة ما زالت تحمل بصمته الجميلة كما حمل الناس في نفوسهم البشرى من يديه و علا لسانه .. فكم من مرة يسأل الأب المشتاق أحد أولاده بتشوق كبير لأبنه المغترب .. تيسير ما جاب شي ؟؟
فالبريد تيسير وتيسير هو البريد في نفوس الناس جميعاً ..
وكما أن تيسير في نفوس الناس خبر وبشرى أو نذير .. فانهم ما زالوا جميعاً في نفسه .. يعرفهم واحداً واحداً كما يعرف أهله ويعرف القرية حجراً حجراً كما يعرف بيته حتى صارت عتيل بيته الكبير وأهلها عائلته الكبيرة ..
أحبوه واحترموه وقدروه على قدر حسن خلقه وأدبه الذي أتاح له أن يطرق أي باب بلا حرج .. وتفانيه واخلاصه حتى صار اسمه ملاصقاً لمهنته ..
دراجته حاضرة دائماً وصوته المنادي بخبر ما زال يتردد في الاَذان ولطافة وأدب سلامه .. وتسليمه الخبر ما زالت حاضرةً في النفس حضور المثابر المخلص الخلوق الوسيم المرح المبتسم دائماً .. الحافظ كل ما يأتي الى البلدة ويخرج منها حفظ الأمين الحذر ..

نسأل الله له الصحة والعافية والعمر المديد السعيد ولأهله وخلفه من بعده ولأهل عتيل جميعاً ..

أ.عثمان

إضافة تعليق
حول موقع عتيل كوم
موقع عتيل كوم هو موقع خدماتي لا يتبع لأي هيئة او مؤسسة رسمية كانت او أهلية، هدفنا هو ربط أهالي عتيل في الداخل والخارج من خلال ايجاد حلقة وصل تجمعهم.
أرشيف موقعنا
عنوانك الأول لبلدتك
© 2024 جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير مصعب ابوالهيجا