ما اجتمعتُ بأحد في الغربة من تلاميذ مدرسة عتيل ولا تحدثت لأحد عن التعليم في عتيل الا وذكر ..الاستاذ رجب .. وأثنى كثيراً عليه وأبدى شوقه وتلهفه لمعرفة المزيد عنه وعن أحواله وحياته في البلدة طامعاً في عنوان له أو أية وسيلة للاتصال به ..
هي المحبة والشوق الدائم له منذ أن غادرنا المدرسة .. فهو معلم الانكليزية الذي علمنا أول الحروف ومنطقها وتركيبها وخطها وتنظيمها وكل ما يتتطلبه فن اللغة الانكليزية ..والتي صارت فيما بعد من أهم وسائل اتصالنا وتواصلنا مع الاَخر في العالم الاَخر ومع بعض الاَخر في عالمنا المحيط .. وما أن ننطق بكلمة بالانجليزية حتى يخرج لنا في الخاطر وجه .. الاستاذ رجب.. محدقاً فينا يراقب السنتنا محذراً بملامحه الجادة المهيبة من خطأ في الترجمة أو ضعف في النطق ..
هو المعلم الذي سخر كل أمكاناته وطاقاته ومدركاته وحسه وأخلاقه وطموحاته لمهنة التعليم فصار معلماً مثالياً ..حتى لا يمكن أن يليق به أسم كما يليق به .. الأستاذ رجب ..
الأستاذ رجب .. وكما أعرفه عن قرب ولا أخفي اقتدائي به في كثير من المواقف .. حضوره كثيف في ذاكرة كل من تتلمذ في الانكليزية على يده ولا يغيب عن الذاكرة أبداً ..
الأخلاص والأصالة في شخصية معلمنا هما صانعتا البصمة التي نقشها في نفوسنا .. وهي أقوى وأكثر عمقاً في نفوس من عاشره عن قرب ولاحظ حسن ضيافته وكرمه وتأدبه ولطف عباراته وقدرته العجيبة على ازالة حاجز الرسميات الممقوتة لدى الناس البسطاء فضلاً عن انتمائه العتيلي الصادق لبلدته التي أحبها وأعطاها كل حياته ولأهل بلده الذين لا يغادرون حديثه واهتمامه ومتابعته ومعايشته لأفراحهم واتراحهم ومشاركتهم فيها من غير استعلاء أو استكبار .. وأجمل من ذلك أن هذا النمط من التعامل كان دائماً بينه وبين تلاميذه في المدرسة ..
كم مرة قاسمنا على ساندويشة الفلافل وكم مرة أطعمنا سندويشته قبل الجرس .. وكم مرة فاجئنا بسلام وتحية عن بعد!!
أبو العبد .. الأستاذ رجب يستحق منا كل المحبة والأحترام والتقدير ولا ننسى يوماً فضله في تربيتنا وتعليمنا وتثقيفنا أيصاً ..
كان يزور والدي في البيت يدعوني الى الجلوس الى جانبه فتظل صورته الحازمة عالقةً في ذهني فأحذر الكلام أو الأنتقاد فيشجعني على قول كل ما أريد ولو كان جارحاً له .. وكنت أفعل أحياناً فيقر أو يعترض ويناقشني كما يناقش صديقاً له .. قائلاً .. عادي ..
طرق الباب مرةً .. فسألني والدي .. مين ؟؟ فقلت له على الفور .. عمي رجب !!سمعني من خلف الباب فسألني باستغراب وقد اعتاد من قبل أن يسمعني اناديه .. الأستاذ رجب .. شو قلت .. قلت له .. عمي رجب..
فاحمر وجهه وصاح على والدي .. مردداً عمي رجب عمي رجب وابتسم لي وقال .. أيوه أنا عمك رجب!!
وظل في خاطري هكذا حتى الساعة ..
حفظ الله معلمنا الأستاذ رجب وجعل له الشفاء والعافية المقيمة وكتب له العمر المديد ولمعلمينا جميعاً ولأهل بلدتنا الحبيبة عتيل..
كل الاحترام والتقدير لمعلمي وتاج راسي أبو العبد الصارم الحازم المخلص لطلابه.
22/07/2013 at 17:53الأستاذ رجب آسيا لم يدرسني ولكنه قام بتدريس الجيل اللاحق لجيلي ولكني أعرفه وأعرف شخصيته الجادة التي تعكس الرجولة التي يتصف بها أستاذنا رجب أطال الله في عمره ومنحه الصحة والعافية هو والمخلصين من أمثاله.
23/07/2013 at 15:15