المدونة
رمضان في عتيل .. بقلم ابن عتيل البار الاستاذ احسان عثمان
نشرت في: 11 Jul 2013 من قبل تعليقات (1)

رمضان في عتيل ..

يشتد حنين المغترب الى مسقط رأسه ويزداد شوقه الى مكان نشأته وملاعب صباه على قدر ما تزدحم الذكريات في خاطره مع كل رمضان .. وما أجمل ذكريات رمضان في بلدة جميلة كعتيل ..!! تبدأ احتفالية رمضان من قبل أن يحل رمضان بأيام كثيرة فتسود البشرى الطيبة قلوب الناس ويتبادلون التهاني بقرب الهلال حتى اذا ما استبانو هلال الشهر الكريم بدأوا الاستعداد للسحور في أول ليلة بعد أداء صلاة العشاء التي كثيراً ما كانت تمهر في الليلة الاولى بالتراويح .. المسجد القديم يشهد عدداً أضافياً من الزوار فضلاً عن من اعتادوا أقامة الصلاة فيه من أسماء كثيرة كثرة تعلق الناس بالعبادة والاقامة عليها طول السنة .. معلمان رئيسيان .. في البلدة كانا يشهدان احتفالية الأطفال في رمضان .. الأول .. المسجد القديم الذي كان يقيم عليه المرحوم الشيخ رشيد العتيلي طيب الله ثراه .. والثاني الزاوية التي كان يتناوب عليها بين حين واَخر أحد الشيوخ .. الدراويش .. من البلدة أو من خارج البلدة ..ومنهم المرحوم الشيخ عبدالله والشيخ الدوايمة والشيخ البلبيسي وغيرهم ويفوتني الكثير .. اجتماع الاولاد في انتظار الأذان .. أذان المغرب .. كان من أكثر المباهج في حياتهم وأسعد لحظات مرحهم حيث كانوا يجتمعون من أكثر من حارة عند المسجد .. يلعبون أصناف اللعب المعروفة اَن ذاك ومنها .. الدحدول والسيارات السلكية والبنانير والشرك والطمامية والدقه والحب وطابة الشرايط وغير ذلك من ألعاب الاطفال .. ويغنون بعض الأغاني القديمة ويتندرون على من يشكون في صيامه ويتحرون بخبث الاطفال الصائم الحقيقي من المدعي فيثنون بأغاني بسيطة على الصائم ويأكلون جلد المفطر فيقولون .. يا مفطر هسه .. لاذبحلك بسه .. تتغدا عليها وتتعشا عليها وتقرمش ذينيها .. وفي انتظار الاذان يعللون انفسهم ببعص الاغاني اللطيفة التي تحمل العتاب للمؤذن ظناً منهم أنه هو الذي يؤخر الموعد .. فيقولون .. أذن يا شكوكي قبل الديك يكوكي .. خيتك صبحية .. واردة عالمية .. لاقوها شبين .. من شباب حسين .. واحد اسمه محمد .. وواحد أسمه حسين .. وغير ذلك كثير .. لكن بعضهم كان يحتد في اغنيته تحت الزاوية .. فيقول .. أذن يا شيخ عبد الله .. يللي ما تخاف من الله !! من شدة الجوع والانتظار .. فاذا ما أذن .. انصرفوا مهللين مصفقين منطلقين الى البيت كأنهم يحملون معهم الأذان الى ذوويهم .. لكنهم كثيراً ما كانوا يصدمون بسبق اهلهم لهم على الفطور .. أما السحور فذكراه مرتبطة بالمسحراتي .. الطبال .. وقد امتهن ذلك الشيخ خليل الحثناوي الذي تميز بصوته الجميل في الحارة الشمالية وفي الحارة القبلية امتهنها الحاج سعيد البلبل .. على ما أذكر ,, ولعل أشهر مأكولات أهل البلدة في رمضان من الحلويات كانت القطايف ولقمة القاضي وبعض العائلات كانت تصنع الكلاج في وقت متأخر من رمضان .. الحديث يطول والصفحة لا تتسع لكنها الذكريات الجميلة في بلد جميل وأناس طيبين أصيلين يحبون الفرحة والاحتفال ويحافظون على دينهم وتراثهم وانتمائهم .. والى لقاء .. أ.عثمان

التعليقات (1)
  • شعبان صعيدي-الكويت Reply

    هذا شئ جميل يا أستاذ إحسان عثمان ولقد أحسنت وصفا وسردا وتوصيفا لأنك ابن القرية الأصيل وقد ذكرتنا بأشياء جميلة “وذن يا شكوكي” وهذا استعجال للآذان وكنا نلوم المؤذن ويا ويله إذا سمعنا آذان دير الغصون قبله يا عيني عليك يا أستاذ إحسان وكل عام وأنت وأهل عتيل بألف ألف خير

    11/07/2013 at 23:53
إضافة تعليق
حول موقع عتيل كوم
موقع عتيل كوم هو موقع خدماتي لا يتبع لأي هيئة او مؤسسة رسمية كانت او أهلية، هدفنا هو ربط أهالي عتيل في الداخل والخارج من خلال ايجاد حلقة وصل تجمعهم.
أرشيف موقعنا
عنوانك الأول لبلدتك
© 2024 جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير مصعب ابوالهيجا